العشق الممنوع
يَعمَد الفرد ومنذ اكتمال الوعي لديه على
تكوين نفسه فيزيولوجيا ومَعرفيا، حتى يتسنى له تحقيق أحلامه وتطلعاته اذ يجد نفسه
محاطا بمنظومة متكاملة من الوالدين، المدرسة، المجتمع والدولة والكُل يسعى لنفس الغاية:
إنجاح الفرد. لكن وللأسف نرى هذا لا يحدث الاّ لدى الغرب الذي أدرك تمام الادراك
أهمية الفرد ودوره في بناء الحضارة وخلق الثروة. الأمر عندنا سيان، اذ تجد نفسك
محاطا بنفس المنظومة المتكاملة. لكن الاختلاف يكمن في الغاية التي تسعى لها فان
كنت محاطا بأولياء يسهرون على تكوينك، فانّ دور باقي المنظومة – من حيث تدري او
ربما لا-هو تثبيطك وتحييدك عن مسارك الصّحيح.
فبعد
سنوات من الجدّ والاجتهاد في الدّراسة تجد نفسك حاملا لشهادة لا يعرف معناها
وقيمتها الاّ أنت، فتبدأ حينذاك قصة غرامية طويلة غاية في الروعة، على غرار القصص الهندية
بطلها أنت وبطلتها الوظيفة. ولك أن تتصور نهاية القصة، فإمّا نهاية سعيدة بإيجاد
بطلتك والارتباط بها وامّا تواصل في الدراما و'السوسبانس'. لكن وفي كلتا الحالتين
قليلا ما تكون النهاية سعيدة، لأنّه وفي معظم الحالات تكتشف أنّك أخطأت في اختيار
حبيبتك أو ربّما تم تغليطك، ولربّما تكتشف أنّها لم تكن يوما ملكك. فإمّا أن تستمر
مُكرَها في لعب دور العاشق وإمّا تحاول الخلاص بتطليق بثلاث أو تسريح بإحسان.
لكنّك بعد كلّ هذا تكتشف أنّك وحبيبتك كنتما ضحيّة أطراف لا تحِب لكما العيش في هناء،
لأنّكما حينها ستنجبان طفلا غاية في الحسن والبهاء وينمو على سيرة عطرة قمّة في
العظمة. تلك الأطراف هي المنظومة الّتي تسعى لتدميرك... والطّفل هو العمل المتقن والتام
ومَا حُسن ذلك الطفل الّا من حبّك لوظيفتك والتّعلق بها.
عبد
القادر بلحاج
تحويل كودإخفاء محول الأكواد الإبتساماتإخفاء